دعاء في وداع شهر رمضان
  وقيامه لما عرضتنا له من رحمتك، وتسببنا إليه من مثوبتك.
  وأنت المليء بما رغب فيه إليك، الجواد بما سئلت من فضلك، القريب إلى من حاول قربك، وقد أقام فينا هذا الشهر مقام حمدٍ، وصحبنا صحبة مبرورٍ، وأربحنا أفضل أرباح العالمين، ثم قد فارقنا عند تمام وقته وانقطاع مدته، ووفاء عدده، فنحن مودعوه وداع من عز فراقه علينا، وغمنا وأوحشنا انصرافه عنا، ولزمنا له الذمام المحفوظ، والحرمة المرعية، والحق المقضي فنحن قائلون السلام عليك يا شهر الله الأكبر، ويا عيد أوليائه السلام عليك يا أكرم مصحوب من الأوقاتِ، ويا خير شهرٍ في الأيام والساعات. السلام عليك من شهرٍ قربت فيه الآمال، ونشرت فيه الأعمال. السلام عليك من قرينٍ جلَّ قدره موجوداً وأفجع فقده مفقوداً ومرجوٍّ آلم فِراقُه.
  السلامُ عليكَ من أليفٍ آنسَ مقبلاً فسرَّ، وأوحش منقضياً فمضَّ. السلاُم عليك من مجاور رقت فيه