دعاء في وداع شهر رمضان
  عبادك منك كان موصوفاً بالإحسان، ومنعوتا بالامتنان، ومحموداً بكل لسان. فلك الحمد ما وجد في حمدك مذهب، و ما بقي للحمد لفظ تحمد به ومعناً ينصرف إليه، يا من تحمد إلى عباده بالإحسان والفضل، وغمرهم بالمن والطول، ما أفشى فينا نعمتك! وأسبغ علينا منتك! وأخصنا ببرِّك! هديتنا لدينك الذي اصطفيت، وملتك التي ارتضيت وسبيلك الذي سهلت، وبصرتنا الزلفة لديك والوصول إلى كرامتك.
  اللهم وأنت جعلت من صفا يا تلك الوظائف وخصائص تلك الفروض شهر رمضان الذي اختصصته من سائر الشهور، وتخيرته من جميع الأزمنة والدهور، وآثرته على كل أوقات السنة بما أنزلت فيه من القرآن والنور، وضاعفت فيه من الإيمان وفرضت فيه من الصيام، ورغَّبت فيه من القيام، وأجللت فيه من ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر، ثم آثرتنا به على سائر الأمم، واصطفيتنا بفضله دون أهل الملل فصمنا بأمرك نهاره، وقمنا بعونك ليله، متعرضين بصيامه