(2) باب الذكرعند أهل الغفلة
  بكير بن فسطاس، عن أبي عبيدة(١)،
  عن عبد الله بن مسعود، قال: اغدوا بنا إلى السوق نذكر الله فإن إبليس قد غدا فنصب رايته فوضع كرسيه وبَثَّ ذريته، فيقول: عليكم بمن مات أبوهم وأبوكم حي لم يمت. إن السوق كأنه رمَّانة يأكل بعضهم بعضاً، ثم تعود كأنها مراعة، يقول الله: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ١٠٤}[الأنبياء: ١٠٤] فإذا غدا أحدكم إلى السوق فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك، وأستجير بك من الظلم والغُرْم والمأثم. فإذا توسط السوق فليقل: لاإله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، إن الله قد أحاط بكل شيء علماً.
  كان له بكل كلمة منها حسنة تكتب وخطيئة تمحى ودرجة ترفع، وعِدْل عِتْق رقبة من ولد إسماعيل، وشجرة تغرس، ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم. الورقة منها تظل بني آدم، والشجرة تظل مابين المشرق والمغرب، ثم قرأ عبد الله: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} إلى قوله: {لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ٢٥}[إبراهيم: ٢٤ و ٢٥].
= عبدالرحمن. وكذلك اختلف في كنيته: فقيل: أبو عمر، وقيل: أبو أمية، وقيل غير ذلك. انظر تهذيب التهذيب ١١/ ٦٨.
(١) بكير بن فسطاس وأبو عبيدة لم أعرفهما.