[من كتاب الشافي]
  إلى قوله #: فقد أخطر بنفسه، وصار كما قيل في المثل: قيل للشقي هلّم إلى السعادة، فقال: حسبي ما أنا فيه، يظن أن سبه لذرية الرسول ينقصهم أو يضع منهم، ونقصُ ذلك عائد عليه، ووباله صائر إليه، فهو فيه كمن طعن نفسه ليقتل رِدْفه،
  ما ضرّ تغلبَ وائل أهجوتها .... أم بُلْت حيث تناطح البحران
  وأما جعله لصاحب بغداد وليجةً دون أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومحل الوراثة، فقد أَبَتْ ذلك عليه أخبارُ الصحاح إن اعتقد أنها صحيحة، في خبر الكساء، والبرد، والمباهلة، وغير ذلك من الأخبار، في تخصيصهم بأنهم عترته أهل بيته.
  إلى قوله #: فأما ذريته فلا ينازعنا أحد في ذلك من أهل الدين، وقد كان شغب الحجاج في ذلك، ثم سلّم وانقطع، إلا أن تكون بلية صاحب الخارقة أعظم من بليته، وقضيته أقبح من قضيته؛ ففي قوله تعالى: {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ١٦ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ ١٧}[المرسلات]، ما يُذْهب همّ كل مؤمن حزين.