[من كتاب الشافي]
  وأما الفعل فإنه لم يولّ عليه أحداً قط في جيش ولا سريّة إلا وهو أميرها، يأمر بطاعته، ويحذر عن مخالفته، وهو صاحب رايته في كل زحف، حتى سأله جابر بن سمرة: يا رسول الله، من يحمل رايتك يوم القيامة؟
  فقال: «ومن عسى أن يحملها إلا من يحملها في الدنيا، علي بن أبي طالب».
  وأخذ براءة من أبي بكر ودفعها إليه، وقال: «لا يبلّغها أحد عني إلا أنا أو رجل مني»، وأخرجه عند المباهلة، وأجراه مجرى نفسه دون غيره بنصّ ربه؛ لأنه لا يفعل من تلقاء نفسه، {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ٤}[النجم]، وآخى بينه وبين نفسه لما آخى بين الصحابة، وقال: «هو أخي في الدنيا والآخرة»(١).
(١) أخبار المؤاخاة كثيرة شهيرة، وكانت المؤاخاة مرتين، في كلتيهما جعله الرسول ÷ أخاه، وقد أخرجه باللفظ الذي ذكره الإمام: «أنت أخي في الدنيا والآخرة»: الحاكم في صفحة (١٤) من الجزء الثالث من المستدرك عن ابن عمر من طريقين صحيحين على شرط الشيخين.
وأخرجه الذهبي في تلخيصه معترفاً بصحته، وأخرجه الترمذي فيما نقله ابن حجر في صفحة (٧٣) من صواعقه. =