الرد على المجبرة،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[أسئلة إلى المجبرة]

صفحة 510 - الجزء 1

  لم أزل البارحة في شر طويل، من حمى ووجع ضرس، أو أذن، أو بدن، على ما قال المتوجع.

  ثم يقال له: أخبرني عن الخير والشر، كله من الله؟!

  فإن قال: نعم.

  يقال له: وإذا كان الخير كله من الله، فهل كان من النبي ÷ الخير أيضا؟

  فإن قال: نعم. ترك قوله، وزعم أن النبي فعل خيرا، وفعل النبي غير فعل الله. فإن قال: لم يفعل النبي خيرا، فقد شك في الحق وكفره، وجحد محمدا ÷ وجهله.

  ثم يسأل عن إبليس، يقال: كان من إبليس شر قط؟

  فإن قال: نعم. ترك قوله. وإن قال: لا. فقل له: فلا ينبغي لك أن تستعيذ من شر إبليس، لأن من استعاذ من شره فهو أحمق عابث، وإذا استعاذ من شرّ من لا شر له فقد جهل. هذا مع قول الله ø: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ١ ...}⁣[الفلق: ١] إلى آخر السورة.

  ومن سأل عن ولد الزنا، من خلقه؟ فيقال: الله خلق ولد الزنا وولد الكافر، والناس أجمعين.

  فإن قال: فأراد الله أن يخلقه؟ فيقال: نعم. فإن قال: فقد أراد الله الزنا؟! يقال: إنّ ولد الزنا غير الزنا، والله لم يغضب من ولد الزنا، وإنما غضب من الزنا، وكذلك لم ينه الزاني عن الولد، وإنما نهاه عن الزنا، فما نهى الله عنه فليس من الله، وما لم يرده فليس منه.

  فإن قال: فيكون ولد إذا لم يزن الزاني؟

  يقال له: يكون الولد بأن يتزوج، فيكون الولد على غير الزنا.