الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال

صفحة 67 - الجزء 1

  ونهي الناس عن استماعه كما حكى الله تعالى ذلك عن الكفار بقوله: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ٢٦}⁣[فصلت: ٢٦].

  والثالثة: استعصامهم لما هم عليه من الكفر وتصريحهم بخلاف ما هم عليه وهي طريقة الكفار التي حكى الله سبحانه عنهم بقوله: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا}⁣[الأنعام: ١١١].

  والرابعة: أنهم كما قال من أراد هدايتهم إلى الحق والسطوة به وذلك معرفة حالهم وهي سيرة الكفار التي حكاها الله سبحانه عنهم بقوله: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ٧٢}⁣[الحج: ٧٢].

  أنهم يرون إخراج من خالفهم في دينهم الخبيث عن منزله وقلعه من وطنه وذلك مشهور كونهم {يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ}⁣[الممتحنة: ١]. وأمثالها من آيات القرآن الكريم.

  ومن ذلك مقالات شاركوا فيها أهل الضلال من هذه الأمة وهي سبع عشرة مقالة، فمنها أربع خصال من الباطنية ومن جرى مجراهم، شاركوهم فيها مع مشاركتهم في العشر الخصال التي شاركوا فيها الطبعية لأن مذهب الكل في ذلك واحد.