الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال

صفحة 66 - الجزء 1

  ومن ذلك خصلتان طابقوا فيهما النصارى إحداهما قولهم: أن الله سبحانه صفات وأسماء قديمة وهي ذات الله تعالى فيجعلون الله تعالى أشياء مجموعة ويقولون مع ذلك هي ذات واحدة. وقالت النصارى إن الله تعالي واحد: ثلاثة أقانيم. وقد ذمهم الله تعالى على ذلك بقوله: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}⁣[المائدة: ٧٣].

  والثانية قولهم: أن القرآن لم ينزل من السماء على محمد ÷ بل هو صفة لقلب الملك الأعلى لا يفارقه. ولا شك أن مذهب النصارى هو إنكار نزول القرآن من الله سبحانه على نبيه محمد ÷ فقد شاركوا القدرية في هذا الباب، بل النصارى أسعد حالاً منهم لأنهم إن جحدوا القرآن فقد اعترفوا بنزول التوراة والإنجيل وما قبلهما من كتب الله المنزلة على أنبيائه $. وهؤلاء المطرفية المنكرون لكل الكتب قاطبة فقد زادوا على النصارى واليهود وسائر أصحاب الكفر والجحود.

  ومن ذلك خمس خصال شاركوا فيها عبدة الأوثان من الكفار.

  الأولى: منها اختيارهم لتقليد الآباء واتباع الأهواء على أدلة الله سبحانه [وآياته] كما حكى الله تعالى ذلك من الكفار بقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا}⁣[لقمان: ٢١]. وهذه سيرة المطرفية المبتدعة.

  والثانية: الإعراض عن سماع الحق الذي هو مذهبنا ومذهب آبائنا $