الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال
  بذلك تعالى الله عن ذلك.
  ومن ذلك ثمان خصال تمسكوا بها من مقالات القدرية.
  الأولى منها قولهم: أن جميع ما وجد في المظلوم من الجراح والآلام عند ضرب السيوف وطعن الرماح ونحو ذلك فعل الله سبحانه لقولهم إن فعل العبد لا يعدوه فأضافوا إلى الله سبحانه الظلم القبيح ووافقوا المجبرة في ذلك تعالى الله عما يقولون.
  والثانية قولهم: أن الله سبحانه قد يفعل كثيراً من الكذب الصريح وهو [ما] يوجد في الكهوف والجبال إذا قال كاذب بقرب بعضها الله ثالث ثلاثة فسمع من جانب الجبل مثل هذا الكلام فهو عندهم فعل الله سبحانه [كما تقول ذلك المجبرة فينسبون إلى الله سبحانه فعل القبائح تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا].
  [والثالثة قولهم: أن جميع أفعال البهايم فعل الله سبحانه] نحو نهاق الحمير ونباح الكلاب وما أشبه ذلك. فنسبوا إلى الله سبحانه العبث القبيح ووافقوا المجبرة على ذلك.
  الرابعة قولهم: أن الله سبحانه قد قضى على العاصى بفعل الواجبات على معنى أنه أمر بها وهي عندهم معاصٍ باطلة ويكون الله تعالى قد قضى بالباطل كما تقوله المجبرة، تعالى الله الذي لا يقضي إلا بالحق والعدل والإحسان.
  والخامسة قولهم: مريد لما حدث في المظلوم من الجراح وضرب السيف وطعن