الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال
  والثانية: تجويزهم لأنفسهم تجييش الجيوش لمحاربة من تولى من الأئمة والتزم بحبل طاعتهم. وقد فعلوا ذلك بأهل حجبان والجاهلى كما فعلته الخوارج مع أصحاب أمير المؤمنين #.
  والثالثة: بغضهم لأهل البيت $ واستخفافهم بحقهم، فإني لا أعلم فرقة من الفرق أشد بغضاً لأهل بيت النبوة من هذه الفرقة المطرفية وذلك معروف بينهم وهو من طرايق الخوارج. ولاشك أن بغضهم طريق إلى النار ولكنهم قوم لا يعقلون. فكملت هذه الخصال سبعين خصلة من أخبث الخصال جمعت المطرفية بينهما فلذلك صاروا مخالفين للبرية لأن أحداً من البرية ماجمع ذلك.
  ولما كانت هذه الخصال أخبث خصال الأشرار من هذه الفرق التي ذكرناها صح ما قلناه فيهم من أنهم أخذوا من كل مذهب أخبثه. فلهذا قلنا أنهم قد خرجوا من جملة المسلمين وفارقوا أهل ملة الإسلام فلا تحل مناكحتهم ولا ذبائحهم ولا رطوباتهم ولا تقبل شهادتهم ولا يجوز دفع الزكاة إليهم وغيرها من حقوق الله سبحانه إلى أحد منهم ولا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين ولا الصلاة على أحد من موتاهم ويحكم فيهم بأحكام الكفار ويحكم في هجرهم وأماكنهم التي غلبوا عليها وحكموا فيها على ساكنيها باتباعهم في مذاهبهم بأحكام دار الحرب {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧}[الشعراء: ٢٢٧].
  وصلى الله على رسوله سيدنا محمد النبي واله وسلم تسليما كثيراً.