الفصل الخامس في آداب المتعلم مع شيخه وقدوته وما يجب عليه من عظيم حرمته
  بذلك فلا يفعله إلا إذا جزم عليه جزماً يشق عليه مخالفته، فلا بأس بامتثال أمره في تلك الحال، ثم يعود إلى ما يقتضيه الأدب.
  التاسع: أن يحسن خطابه مع الشيخ بقدر الإمكان، ولا يقول له: لم؟ ولا نسلم، ولامن يقل هذا؟، ولا أين موضعه؟ وشبه ذلك، فإن أراد استفادته(١) تلّطف في الوصول إلى ذلك في مجلس آخر على سبيل الاستفادة، وإذا ذكرت شيئاً لاتقل هكذا، قلت: أو خطر لي أو سمعت أو هكذا قال فلان، وهكذا لا تقول: قال فلان خلاف هذا، أو روى فلان خلافه، أو هذا غير صحيح أو نحوذلك. وإذا أصرَّ الشيخ على قول أو دليل، ولم يظهر له أو على خلاف صواب سهواً، فلا يغير وجهه أو عينه أو يشير إلى غيره كالمنكر عليه(٢)، لما قاله بل يأخذه ببشر ظاهر، وإن لم يكن الشيخ مصيباً لغفلة أو سهو، أو قصور نظر في تلك الحال فليس بمعصوم، وليتحفظ من مخاطبة الشيخ بما
(١) في (ب): استعارته.
(٢) عليه، سقط من (ب).