الفصل الأول في آداب العالم في نفسه
  ولا يضيع شيئاً من أوقات عمره في غير ما هو بصدده من العلم والعمل، إلا بقدر الضرورة من أكل، أو شرب أو نوم، أو استراحة لملل، أو أداء حق زوجة، أو زائر أو تحصيل قوت وغيره مما يحتاج إليه أولاده، أو غيره مما يتعذر معه الاشتغال، فإن بقية عمر المؤمن لا قيمة لها(١)، ومن استوى يوماه فهو مغبون.
  وقال المزني(٢): سمعت الشافعي يقول: سُئل بعض السلف ما بلغ من اشتغالك بالعلم؟
  قال: هو سلوتي إذا هممت(٣)، ولذّتي إذا سلوت، قال: وأنشدني الشافعي لنفسه:
  وما أنا بالغيران من دون أهله ... إذا أنا لم أضح غيوراً على علمي
(١) في (ب): له.
(٢) هو: إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل، أبو إبراهيم المزني، صاحب الإمام الشافعي من أهل مصر، كان زاهداً عالماً مجتهداً، ومن كتبه (الجامع الكبير) و (الجامع الصغير) توفي سنة ٢٦٤ هـ (الأعلام ١/ ٣٢٩).
(٣) في (أ): اهتممت.