الفصل الأول في آداب العالم في نفسه
  طبيب فؤادي مذ ثلاثين حجة ... وصيقل ذهني والمفرج عن همي
  وكان بعضهم لا يترك الاشتغال لعروض مرض خفيف، وألم لطيف، بل كان يستشفي بالعلم، ويشتغل بقدر الإمكان؛ وذلك لأن درجة العلم درجة وراثة الأنبياء(١)، ولا تنال المعالي إلا بشق الأنفس.
  وفي (صحيح مسلم)(٢) عن يحيى بن أبي كثير(٣) قال: لا
(١) قال رسول الله ÷: «العلماء ورثة الأنبياء»، أخرجه الإمام زيد في مجموعه ص ٢٥٦ طبعة مؤسسة الإمام زيد الثقافية، وأخرجه ابن ماجة في سننه برقم (٢٢٣)، وابن حجر في تلخيص الحبير ٣/ ١٦٤، وانظر بقية التخريج في (موسوعة أطراف الحديث النبوي ٥/ ٥١٨).
(٢) المسمى صحيح مسلم - ط - جمع فيه اثنى عشر ألف حديث، كتبها في خمس عشرة سنة، ومسلم هو: مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، أبو الحسين، حافظ من أئمة المحدثين، ولد بنيسابور سنة ٢٠٤ هـ، وتوفي بها سنة ٢٦١ هـ. (الأعلام ٧/ ٢٢١).
(٣) يحيى بن صالح الطائي بالولاء اليمامي، أبو نصر ابن أبي كثير، عالم أهل اليمامة في عصره، كان من موالي بني طيء وسكن اليمامة فاشتهر، وعاب على بني أمية بعض أفاعيلهم فضرب وحبس، رحجه بعضهم على الزهري، توفي سنة ١٢٩ هـ، (الأعلام ٨/ ١٥٠).