آداب العلماء والمتعلمين،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

الفصل الثاني في آداب العالم في درسه

صفحة 57 - الجزء 1

  يتكلم من في نفسه كلام عليه؛ لأنا سنذكر إن شاء الله في آداب المتعلم أنه لا يقطع على العالم كلامه، فإذا لم يسكت هذه ربما فاتت الفائدة.

  السابع: أن يصون مجلسه عن اللغط⁣(⁣١)، فإن الغلط تحته، وعن رفع الأصوات واختلاف وجهات⁣(⁣٢) البحث.

  قال الربيع: كان الشافعي إذا ناظره إنسان في مسألة فغدا إلى غيرها يقول: نفرغ من هذه المسألة، ثم نصير إلى ما تريد، ويتلطف في دفع ذلك في مبادئه قبل انتشاره وثوران النفوس، ويذكر الحاضرين بما جاء في كراهة المماراة، لا سيما بعد ظهور الحق⁣(⁣٣)، وأن مقصود الاجتماع ظهور الحق وصفاء القلوب، وطلب الفائدة، وأنه لا يليق بأهل العلم تعاطي المنافسة والشحناء؛ لأنها سبب العداوة والبغضاء، بل يجب أن يكون الاجتماع ومقصوده خالصاً لوجه الله تعالى ليثمر الفائدة في الدنيا والسعادة في الآخرة،


(١) اللغط: الصوت المبهم الذي لا يفهم.

(٢) في (ب): واختلاف جهات.

(٣) في (ب): المحق.