آداب العلماء والمتعلمين،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

الفصل الثاني في آداب العالم في درسه

صفحة 56 - الجزء 1

  ذلك مصلحة الحاضرين، ولا يبحث في مقام أو يتكلم في فائدة إلا في موضع ذلك، فلا يقدمه عليه ولا يؤخره عنه⁣(⁣١) إلا لمصلحة تقتضي ذلك وترجحه.

  السادس: أن لا يرفع صوته زائداً على قدر الحاجة، ولا يخفضه خفضاً لا يحصل معه كمال الفائدة.

  روى الخطيب في (الجامع) عن النبي ÷ قال: «إن الله يحب الصوت الخفيض، ويبغض الصوت الرفيع»، والأولى أن لا يجاوز صوته مجلسه، ولا يقصر عن سماع الحاضرين، فإن حضر فيهم ثقيل السمع فلا بأس بعلو صوته بقدر ما يسمع، ولا يسرد الكلام سرداً، بل يرتله ويرتبه، ويتمهل فيه ليفكر فيه هو وسامعه.

  وقد روي أن كلام رسول الله ÷ كان فصلاً يفهمه من سمعه، وكان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً ليفهم عنه، فإذا⁣(⁣٢) فرغ من مسألة أو فصل سكت قليلاً حتى


(١) عنه، زيادة في (ب).

(٢) في (أ): وإذا.