الفصل الثاني في آداب العالم في درسه
  التاسع: أن يلازم الإنصاف في بحثه وخطابه، ويسمع(١) السؤال من مورده على وجهه وإن كان صغيراً، ولا يترفع عن سماعه فيحرم الفائدة، وإذا عجز السائل عن تقرير ما أورده أو تحرير العبارة فيه لحياء أو قصور، ووقع على المعنى عبّر عن مراده، وبيّن وجه إيراده، وردّ على من ردّ عليه، ثم يجيب بما عنده، أو يطلب ذلك من غيره، ويقصد بكلامه النصح والإرشاد وطلب النجاة، وما يعود نفعه على الكل، ويكلم كل أحدٍ على قدر عقله وفهمه، فيجيب بما يحتمله حال السائل، ويتروى فيما يجيب به، وإذا سئل عما لا يعلمه قال: لا أعلم، أو لا أدري، فمن العلم أن يقول فيما لا يعلم لا أعلم، [أو الله أعلم](٢)، فقد قال ابن مسعود(٣) ¥: ياأيها الناس من علم شيئاً فليقل به،
(١) في (ب): ويستمع.
(٢) ما بين المعكوفين: سقط من (ب).
(٣) هو: عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، أبو عبد الرحمن، صحابي، من أكابرهم فضلاً وعقلاً وقرباً من رسول الله ÷، أول من جهر بقراءة القرآن بمكة، له ٨٤٨ حديثاً، توفي بالمدينة سنة ٣٢ هـ، (الأعلام ٤/ ١٣٧).