آداب العلماء والمتعلمين،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

الفصل الثاني في آداب العالم في درسه

صفحة 60 - الجزء 1

  ومن لم يعلم فليقل الله أعلم، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم. الله أعلم.

  وعن بعضهم لا أدري: نصف العلم.

  وعن ابن عباس⁣(⁣١): إذا أخطأ العالم لا أدري أصيبت مقالته.

  وقيل: ينبغي للعالم أن يورث أصحابه لا أدري لكثرة ما يقولها.

  واعلم أن قول المسؤول ما أدري، لا يضيع من قدره، كما يظنه بعض الجهلة؛ لأن المتمكن لا يضره عدم معرفة بعض المسائل، بل يرفعه قوله لا أدري؛ لأنه دليل على عظم محله، وقوة دينه، وتقوى ربه، وطهارة قلبه، وكمال معرفته، وحسن تثبته.

  وقد روينا معنى ذلك عن جماعة من السلف، وإنما يأنف من قول لا أدري من ضعفت ديانته، وقلّت معرفته؛ لأنه


(١) تقدمت ترجمته.