الفصل الثاني في آداب العالم في درسه
صفحة 64
- الجزء 1
  وبإصراره فاسقاً، فإنه متى لم يكن أهلاً استهزئ بحاله وانتقص به، ولا يرضى ذلك لنفسه أريب، ولا يتعاطاه مع الغنى عنه لبيب، وأقل مفاسد ذلك أن الحاضرين يفقدون الإنصاف لعدم من يرجعون إليه عند الاختلاف؛ لأن رب الصدر لا يعرف المصيب فينصره أو المخطئ فيزجره، وقيل لأبي حنيفة ¥: في المسجد حلقة ينظرون في الفقه، فقال: ألهُمْ رأس؟ قالوا: لا، قال: لا يفقه هؤلاء أبداً، ولبعضهم في تدريس من لا يصلح شعراً:
  تصدر للتدريس كل مهوس ... جهول ليسمى بالفقيه المدرس
  فحق لأهل العلم أن يتمثلوا ... ببيت قديم شاع في كل مجلس
  لقد هزلت حتى بدا من هزالها ... كلاها وحتى سامها كل مفلس