الفصل الثاني في آداب العالم في درسه
  الثاني عشر: أن لا ينتصب للتدريس(١) إذا لم يكن أهلاً له، ولا يذكر الدرس من علم لا يعرفه، فإن ذلك لعباً في الدين، وازدراءً بين الناس.
  قال النبيً: «المتشبع بما لم يعط، كلابس ثوب زور»(٢).
  وعن الشبلي: من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه.
  وعن أبي حنيفة(٣) |: (من طلب الرئاسة في غير حينه لم يزل في ذل ما بقي)، واللبيب من صان نفسه عن تعرضها لما يعد فيه ناقصاً، وبتعاطيه ظالماً،
(١) في (أ): للدرس.
(٢) الحديث أخرجه مسلم برقم (١٢٦) وفي سنن أبي داود برقم (٤٩٩٧)، وفي غيرها، انظر (موسوعة أطراف الحديث النبوي ٨/ ٦٥٨).
(٣) هو: النعمان بن ثابت الكوفي، التيمي بالولاء، أبو حنيفة فقيه مجتهد، إمام الحنفية، أصله من فارس، ولد ونشأ بالكوفة، وتفقه على حماد بن سليمان، عرف بمودته لآل البيت $، وكان ممن ساند الإمام زيد بن علي # في ثورته على الظلم، روي أنه مات مسموماً بسبب موالاته لآل البيت سنة ١٥٠ هـ، ومن آثاره: (الفقه الأكبر) في الكلام و (المسند) في الحديث وغيرهما، انظر: (معجم رجال الاعتبار صـ ٤٤٢).