الفصل الثالث في آداب العالم مع طلبته
  الثاني: أن لا يمتنع من تعليم الطالب لعدم خلوص نيته، فإنه يُرجى له حسن النية، وربما عسر في كثير من المبتدئين تصحيح [النية لضعف نفوسهم، وقلة أنسهم بموجبات تصحيح](١) النية، والإمتناع من تعليمهم يؤدي إلى تفويت كثير من العلم، مع أنه يرجى ببركة العلم تصحيحها إذا أنس بالعلم، وقد قالوا: طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله، ومعناه: كانت عاقبته أن صار لله.
  وينبغي للشيخ أن يحرض المبتدئ على حسن النية بتدريج، ويعلمه بعد أنسه به أنه ببركة حسن النية ينال الرتبة العالية(٢) من العلم والعمل، واللطف وأنواع الحكم، وتنوير القلب وانشراح الصدر، وتوفيق العزم، وإصابة الحق وحسن الحال، والتسديد في المقال، وعلو الدرجات.
  الثالث: أن يرغبه في العلم وطلبه في أكثر الأوقات، بذكر
(١) ما بين المعكوفين: سقط من (ب).
(٢) في (ب): العلية.