آداب العلماء والمتعلمين،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

الفصل الثالث في آداب العالم مع طلبته

صفحة 66 - الجزء 1

  الثاني: أن لا يمتنع من تعليم الطالب لعدم خلوص نيته، فإنه يُرجى له حسن النية، وربما عسر في كثير من المبتدئين تصحيح [النية لضعف نفوسهم، وقلة أنسهم بموجبات تصحيح]⁣(⁣١) النية، والإمتناع من تعليمهم يؤدي إلى تفويت كثير من العلم، مع أنه يرجى ببركة العلم تصحيحها إذا أنس بالعلم، وقد قالوا: طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله، ومعناه: كانت عاقبته أن صار لله.

  وينبغي للشيخ أن يحرض المبتدئ على حسن النية بتدريج، ويعلمه بعد أنسه به أنه ببركة حسن النية ينال الرتبة العالية⁣(⁣٢) من العلم والعمل، واللطف وأنواع الحكم، وتنوير القلب وانشراح الصدر، وتوفيق العزم، وإصابة الحق وحسن الحال، والتسديد في المقال، وعلو الدرجات.

  الثالث: أن يرغبه في العلم وطلبه في أكثر الأوقات، بذكر


(١) ما بين المعكوفين: سقط من (ب).

(٢) في (ب): العلية.