آداب العلماء والمتعلمين،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

الفصل الثالث في آداب العالم مع طلبته

صفحة 73 - الجزء 1

  يشر عليه بشيء حتى يجرب ذهنه، ويعلم حاله]⁣(⁣١)، فإن لم يحتمل الحال التأخير أشار عليه بكتاب سهل من الفن المطلوب، فإن رأى ذهنه قابلاً وفهمه جيداً نقله إلى كتاب يليق بذهنه، وإلا تركه؛ وذلك لأن نقل الطالب إلى ما يدل نقله إليه على جودة ذهنه يزيد انبساطه، وإلى ما يدل على قصوره يقلل نشاطه، ولا يمكن الطالب من الإشتغال في فنّين أو أكثر، إذا لم يضبطهما، بل يقدم الأهم فالأهم، كما سنذكره إن شاء الله تعالى، فإذا علم أو غلب في⁣(⁣٢) ظنه أنه لا يفلح في فن، أشار [عليه]⁣(⁣٣) بتركه والإنتقال إلى غيره مما يرجى فيه فلاحه.

  العاشر: أن يذكر للطلبة قواعد الفن التي لا تنخرم، إما مطلقاً كتقديم المباشرة على السبب في الضمان، أو غالباً كاليمين على المدعى عليه إذا لم تكن بينة، ونحو ذلك من القواعد، وكذلك كل أصل، وما ينبني عليه من كل فن يحتاج إليه من علمي التفسير والحديث، وأبواب أصول الدين


(١) ما بين المعكوفين: سقط من (ب).

(٢) في (أ): على.

(٣) عليه، سقط من (ب).