الفصل الثالث في آداب العالم مع طلبته
  قرره أو دليل ذكره، فمن رآه مصيباً في الجواب ولم يخف عليه شدة الإعجاب، شكره وأثنى عليه بين أصحابه ليبعثه وإياهم على الإجتهاد في طلب الإزدياد، ومن رآه مقصراً ولم يخف نفوره عنّفه على قصوره، وحرّضه على علو الهمة، ونيل المنزلة في طلب العلم، لا سيما إذا كان ممن يزيده التعنيف نشاطاً، والشكر انبساطاً، ويعيد ما يقتضي الحال إعادته ليفهمه الطالب فهماً راسخاً.
  التاسع: إذا سلك الطالب فوق ما يقتضيه حاله، أو تحملته طاقته، وخاف الشيخ ضجره، أوصاه بالرفق بنفسه، وذكّره بقول النبي ÷: «أن المنبت لا أرضاً قطع، ولا ظهراً أبقى»، ونحو ذلك مما يحمله على الأناة والإقتصار في الاجتهاد، وكذلك إذا ظهر له منه نوع سآمة أو ضجر، أو مبادي ذلك، أمره بالراحة وتخفيف الإشتغال، ولا يشير على الطالب بتعلم ما لا يحتمله فهمه أو سنه، ولا بكتاب يقصر ذهنه عن فهمه، فإن استشار الشيخ من لا يعرف حاله [من الفهم والحفظ في قراءة فن أو كتاب، لم