الفصل الثالث في آداب العالم مع طلبته
  النوبة، أو سمح الطالب بذلك كما سيأتي إن شاء الله، وينبغي أن يتودد لحاضرهم، ويذكر غائبهم بخير وحسن ثناء، وينبغي أن يستعلم عن أسمائهم وأنسابهم، ومواطنهم وأحوالهم، ويكثر الدعاء لهم.
  الثاني عشر: أن يرقب(١) أحوال الطلبة في آدابهم وهديهم، وأخلاقهم باطناً وظاهراً، فمن صدر منه من ذلك ما لا يليق من ارتكاب محرم أو مكروه، أو ما يؤدي إلى فساد حال، أو ترك اشتغال، أو إساءة أدب في حق الشيخ أو غيره، أو كثرة كلام بغير توجيه ولا فائدة، ومعاشرة من لا تليق معاشرته، أو نحو ذلك مما سيأتي إن شاء الله تعالى في آداب المتعلم، عرض الشيخ بالنهي عن ذلك بحضور من صدر منه ذلك غير معرض به، ولا معين له، فإن لم ينتبه(٢) نهاه عن ذلك سراً، ويكتفي بالإشارة مع من يكتفي بها، فإن لم ينته نهاه عن ذلك جهراً، ويغلظ القول عليه إن اقتضاه الحال،
(١) في (ب): أن يراعي.
(٢) في (أ): ينته.