الفصل الثالث في آداب العالم مع طلبته
  وشرف الطلب؛ فهم كأولاده، وفي الحديث: «لينوا لمن تُعلمون ولمن تتعلمون منه»(١).
  وعن الفضيل(٢): (إن الله يحب العالم المتواضع ويبغض الجبار)، ومن تواضع لله ورثه الله الحكمة، ويخاطب كلاً منهم بكنيته ونحوها من أحب الأسماء إليه، وما فيه تعظيم له وتوقير.
  وعن عائشة: (كان رسول اللهً يكني أصحابه إكراماً لهم)، وينبغي أن يرحب بالطلبة إذا لقيهم [وعند إقبالهم عليه، ويكرمهم إذا جلسوا إليه، ويؤنسهم](٣) بسؤاله عن أحوالهم، ويعاملهم بطلاقة الوجه، وظهور البشر، وحسن المودة، ويزيد في ذلك لمن يُرجا فلاحه، ويظهر صلاحه، ويضع الحكمة في موضعها(٤).
(١) الحديث في الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي ٢/ ١١٣، وفي إتحاف السادة المتقين ٨/ ٢٧/، انظر: (موسوعة أطراف الحديث النبوي ٦/ ٨٩١).
(٢) هو: الفضيل بن عياض بن مسعود التميمي اليربوعي. أبو علي شيخ الحرم المكي، من أكابر العباد الصلحاء، توفي بمكة سنة ١٨٧ هـ (الأعلام ٥/ ١٥٣).
(٣) ما بين المعكوفين: سقط من (ب).
(٤) في (ب): أهلها.