آداب العلماء والمتعلمين،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

الفصل الخامس في آداب المتعلم مع شيخه وقدوته وما يجب عليه من عظيم حرمته

صفحة 90 - الجزء 1

  الأخذ عن الخاملين، فقد عدّه الغزالي⁣(⁣١) وغيره من الكبر في العلم؛ لأن الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيث وجدها، ويغتنمها حيث ظفر بها، ويتقلد المنة لمن ساقها إليه، فإنه يهرب من مخافة الجهل كما يهرب من الأسد، والهارب من الأسد لا يأنف من دلالة من يدله على الخلاص كائناً من كان.

  وذكر أبو نعيم في (الحلية): أن زين العابدين علي بن الحسين⁣(⁣٢) @ كان يذهب إلى زيد بن أسلم⁣(⁣٣)


(١) هو: محمد بن محمد بن محمد الغزالي. أبو حامد، فيلسوف، متصوف، مولده ووفاته في الطابران بخراسان، ومن كتبه: (إحياء علوم الدين - ط -) و (تهافت الفلاسفة) و (الاقتصاد في الاعتقاد) وغيرها، توفي سنة ٥٠٥ هـ (الأعلام ٧/ ٢٢).

(٢) هو: زين العابدين، الإمام السجاد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، أبو الحسن أحد عظماء الإسلام وأشهر من يضرب بهم المثل في الحلم والورع والزهد والعبادة والتقوى، أجمع أهل الإسلام على جلالته وثقته، مولده ووفاته بالمدينة، وله دعاء مشهور، طبع عشرات المرات (الصحيفة السجادية)، انظر: (معجم رجال الإعتبار وسلوة العارفين).

(٣) هو: زيد بن أسلم العدوي العمري، مولاهم، أبو أسامة أو أبو عبد الله، فقيه مفسر من أهل المدينة كان مع عمر بن عبد العزيز أيام خلافته، له كتاب في التفسير، توفي سنة ١٣٦ هـ (الأعلام ٣/ ٥٦ - ٥٧).