آداب العلماء والمتعلمين،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

الفصل الخامس في آداب المتعلم مع شيخه وقدوته وما يجب عليه من عظيم حرمته

صفحة 91 - الجزء 1

  فيجلس إليه، فقيل له: أنت سيد الناس وأفضلهم، تذهب إلى هذا العبد فتجلس إليه؟! فقال: العلم يتبع حيث كان وممن كان، فإن كان الخامل ممن يرجى بركته كان النفع به أعم والتحصيل من جهته أتم، وإذا سيرت أحوال السلف والخلف لم تجد النفع يحصل غالباً، والفلاح يدرك طالباً، إلا إذا كان للشيخ من التقوى نصيب وافر، وكذلك إذا اعتبرت المصنفات وجدت الإنتفاع بتصنيف الأتقى الأزهد أوفر، والفلاح بالاشتغال به أكثر، وليجتهد على أن يكون الشيخ ممن له في العلوم الشرعية تمام اطلاع، وله⁣(⁣١) ممن يوثق به من مشائخ عصره كثرة بحث وطول اجتماع، لا ممن أخذ من بطون الأوراق.

  قال الشافعي: من تفقه من بطون الكتب ضيّع الأحكام، وكان بعضهم يقول: من أعظم البلية مشيخة الصحيفية⁣(⁣٢)، أي: الذين يتعلمون من الصحف.

  الثاني: أن ينقاد لشيخه في أموره، ولا يخرج عن


(١) في (ب): وله مع من يوثق به.

(٢) في (أ): الصحيفة.