تربية الأبناء منتزع من كتاب تصفية القلوب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

المرتبة الثالثة إذا بلغ الصبي حالة التمييز

صفحة 39 - الجزء 1

  الأدب الثامن والعشرون: ينبغي له إذا ضربه المعلم أن لا يكثر الصراخ والعياط، ولا يستشفع بأحد، بل يصبر، ويذكر أن الصبر هو دأب أهل الشجاعة والرجال الأجواد، ويعرف أن كثرة الصراخ هو دأب المماليك والنسوان الذين لا صبر لهم على احتمال مكروه.

  الأدب التاسع والعشرون: ينبغي أن يؤذن له بعد الفراغ من المكتب أن يلعب لعباً جميلاً يستريح إليه من تعب المكتب وضيقه بحيث لا يتعب في اللعب؛ فإن منع الصبي عن اللعب وإرهاقه إلى التعلم دائماً ربما يميت قلبه، ويبطل ذكاءه، وينغص العيش عليه، حتى يطلب الخلاص منه رأساً، وقد أشار رسول الله ÷ بقوله: «روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإنها تصدأ كما يصدأ الحديد»⁣(⁣١).

  الأدب الثلاثون: ينبغي أن يعوَّد الأكل مع الضيف والأنس بهم؛ لئلا يكون مستوحشاً لمخالطتهم ويكون محباً لهم.


(١) الديلمي في (الفردوس) برقم (٣١٨١) والقضاعي في (مسند الشهاب) برقم (٦٨٢) وابن عدي في (الكامل): (١/ ٢٨٥).