تربية الأبناء منتزع من كتاب تصفية القلوب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

مقدمة التحقيق

صفحة 7 - الجزء 1

  الإنسان المتزن لا ينقسم على نفسه فيكون طيباً هنا وخبيثاً هناك، بل لا بد أن تسود خلاله صبغة واحدة ووجهة ثابتة، ويحكم شريعة الله في جميع أعماله وتصرفاته، ولا يجد حرجاً فيما وجهه الله وقضى به رسوله ÷ قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ٦٥}⁣[النساء: ٦٥].

  وعندما نقرأ نصح لقمان # لابنه نراه يمزج بين حسن معاملة الله، وحسن معاملة الناس: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ١٧ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ١٨ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ١٩}⁣[لقمان: ١٧ - ١٩].

  ومن الملاحظ أن الحضارة الحديثة أغفلت الجانب الإلهي، وأسقطته من كل حساباتها، وتركت التدين، واعتبرت تركه تقدماً.