الصحيفة السجادية،

الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (المتوفى: 94 هـ)

من دعائه # في طلب العفو والرحمة

صفحة 223 - الجزء 1

  صِلاَتِ الْمُتَقَرِّبِينَ، وَعَوِّضْنِي مِنْ عَفْوِي عَنْهُمْ عَفْوَكَ، وَمِنْ دُعَائِي لَهُمْ رَحْمَتَكَ، حَتَّى يَسْعَدَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا بِفَضْلِكَ، وَيَنْجُوَكُلٌّ مِنَّا بِمَنِّكَ.

  اللَّهُمَّ وَأَيُّما عَبْدٍ مِنْ عَبِيْدِكَ أَدْرَكَهُ مِنِّي دَرَكٌ⁣(⁣١) أَوْ مَسَّهُ مِنْ نَاحِيَتِي أَذَىً، أَوْ لَحِقَهُ بِي أَوْ بِسَبَبِي ظُلْمٌ فَفُتُّهُ بِحَقِّهِ⁣(⁣٢) أَوْسَبَقْتُهُ بِمَظْلَمَتِهِ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَرْضِهِ عَنِّي مِنْ وُجْدِكَ⁣(⁣٣) وَأَوْفِهِ حَقَّهُ مِنْ عِنْدِكَ، ثُمَّ قِنِيْ مَا يُوجِبُ لَهُ حُكْمُكَ، وَخَلِّصْنِي مِمَّا يَحْكُمُ بِهِ عَدْلُكَ، فَإِنَّ قُوَّتِي لاَ تَسْتَقِلُّ بِنَقِمَتِكَ، وَإِنَّ طَاقَتِي لاَ تَنْهَضُ بِسُخْطِكَ؛ فَإِنَّكَ إنْ تُكَافِنِي بِالْحَقِّ تُهْلِكْنِي، وَإلاَّ تَغَمَّدْنِي⁣(⁣٤) بِرَحْمَتِكَ تُوبِقْنِي.

  اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْهِبُكَ - يَا إِلَهِي - مَا لاَ يَنْقُصُكَ بَذْلُهُ، وَأَسْتَحْمِلُكَ مَا لاَ يَبْهَظُكَ حَمْلُهُ؛ أَسْتَوْهِبُكَ يَا إلَهِي نَفْسِيَ الَّتِيْ لَمْ تَخْلُقْهَا لِتَمْتَنِعَ بِهَا مِنْ سُوءٍ، أَوْ لِتَطَرَّقَ بِهَا إلى نَفْعٍ، وَلكِنْ


(١) درك: تبعة ما فيه إثم يلحق الإنسان بسببه عقوبة.

(٢) ففته بحقه: ذهبت بحقه.

(٣) وجدك: غناك.

(٤) تغمدني: تغمرني وتسترني.