الأمالي الإثنينية،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

[تحريم النار على فاطمة وذريتها]

صفحة 232 - الجزء 1

  وَسَلِيْهِ مَا هُنَا مِنْ هَؤُلاَءِ الرَّقِيْقِ لِنَسْتَعِيْنُ بِهِ عَلَى مِهْنَتِنَا، فَانْطَلَقَتْ فَاطِمَةُ & فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ وَأَرَتْهُ الَّذِي بِيَدِهَا، قَالَ: رَسُوْلُ اللَّهِ ÷: «وُجِّهَ هَؤُلاَءِ الرَّقِيْقُ بِوَجْهِ كَذَا وَكَذَا وَلاَ سَبِيْلَ (إِلَيْهِ)، وَلَكِنْ سَأُعْلِّمُكِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ ذَلِكِ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِالْخَيْرِ».

  قَالَتْ: نَعَمْ.

  فَقَالَ: «إِذَا آوَيْتِ إِلَى فِرَاشِكِ مِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحِي اللَّهَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ وَاحْمَدِيْ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ وَكَبِّرِي أَرْبَعاً وَثَلاَثِيْنَ، ثُمَّ قُلِي: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ، مُنَزِّلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيْلِ وَالْفُرْقَانِ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، أَعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ، أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الْقَاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ أَحَدٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُوْنَكَ أَحَدٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَأَعِذْنِي مِنَ الْفَقْرِ».

  قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ثُمَّ أَتَى رَسُوْلَ اللَّهِ ÷ رَقِيْقٌ فَاخْتَارَ مِنْهُمْ إِنْسَانَاً عَلَى عَيْنِهِ فَعَلَّمَهُ الإِسْلاَمَ، ثُمَّ حَدَرَ مِنْ عُلْبَةٍ لَهُ فَأَخَذَ الْعُلْبَةَ بِيَدِهِ، وَأَخَذَ بِيَدِ الْغُلاَمِ، فَانْتَهَى إِلَى الْبَابِ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَتْ لَهُ فَاطِمَةُ & وَهِيَ قَاعِدَةٌ فِيْ بُرْدٍ