الأمالي الإثنينية،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

حفصة بنت عمر

صفحة 278 - الجزء 1

  فَقَالَ: سَأَنْظُرُ فِيْ أَمْرِي فَلَبِثَ لَيَالٍ، ثُمَّ لَقِيَنِي (فَقَالَ): قَدْ بَدَا لِي أَنْ لاَ أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا، فَلَقِيْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيْقَ فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، فَصَمَتَ أَبُوْ بَكْرٍ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئاً فَكُنْتُ غَلِيْظَ وَجْدٍ مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ، فَلَبِثَ لَيَالٍ فَخَطَبَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ ÷، فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ، فَلَقِيَنِي أَبُوْ بَكْرٍ فَقَالَ: لَعَلَّكَ وَجَدتَ عَلَيَّ حِيْنَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ، فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ فِيْهَا شَيْئاً، قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ عَلَيْكَ فِيْمَا عَرَضْتَ عَلَيَّ إِلاَّ أَنِّي كُنْتُ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ ÷ قَدْ ذَكَرَهَا فَلَمْ أَكُنْ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ وَلَوْ تَرَكَهَا لَقَبِلْتُهَا.

  ٢٤٠ - قَالَ: [أَخْبَرَنَا] أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ السَّوَّاقِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوْسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ وَهِيَ تَبْكِي وَتَلْتَدِمُ، فَقَالَ: أَطَلَّقَكِ رَسُوْلُ اللَّهِ ÷، إِنَّهُ كَانَ قَدْ طَلَّقَكِ ثُمَّ رَاجَعَكِ مِنْ أَجْلِي، وَأَيْمُ اللَّهِ لَئِنْ كَانَ طَلَّقَكِ لاَ أُكَلِّمُكِ حَتَّى تَمُوْتِي، قَالَ: فَزَادَهَا ذَلِكَ جَزَعاً ثُمَّ أَتَى رَسُوْلَ اللَّهِ ÷، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، أَطَلَّقْتَ أَيَّ نِسَاءِكَ؟ قَالَ: «قُمْ عَنِّي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُوْنَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ» قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِياً لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي.