الأمالي الإثنينية،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

الباب الأول في نسب النبي ÷

صفحة 72 - الجزء 1

  الْمَخْزُوْمِي، عَنْ أَبِيْهِ، وَأَتَتْ لَهُ خَمْسُوْنَ وَمِائَةُ سَنَةٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ وُلِدَ فِيْهَا رَسُوْلُ اللَّهِ ÷ ارْتَجَسَ إِيْوَانُ كِسْرَى وَسَقَطَتْ مِنْهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ شُرْفَةً، وَخَمِدَتْ نَارُ فَارِسَ وَلَمْ تَخْمَدْ قَبْلَ ذَلِكَ أَلْفَ عَامٍ، وَغَاضَتْ بُحَيْرَةُ سَاوَةَ، وَرَأَى الْمُوْبَذَانُ إِبِلاً صِعَاباً تَقُوْدُ خَيْلاً عِرَاباً قَدْ قَطَعَتْ دِجْلَة وَانْتَشَرَتْ فِيْ بِلاَدِهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ كِسْرَى هَالَهُ مَا رَأَىَ، فَتَصَبَّرَ عَلَيْهِ تَشَجُّعاً، ثُمَّ عِيْلَ صَبْرُهُ فَجَمَعَهُمْ وَلَبِسَ تَاجَهُ، وَجَلَسَ عَلَى سَرِيْرِهِ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِمِ فَلَمَّا اجْتَمَعُوْا عِنْدَهُ، قَالَ: أَتَدْرُوْنَ فِيْمَ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ؟، قَالُوا: لاَ، إِلاَّ أَنْ يُخْبِرَنَا الْمَلِكُ فَبَيْنَمَاهُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ وَرَدَ عَلَيْهِمْ كِتَابٌ بِخُمُوْدِ النَّارِ فَازْدَادَ غَمًّا إِلَى غَمِّهِ، ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِمَا هَالَهُ، فَقَالَ الْمُوْبَذَانُ: وَأَنَا أَصْلَحَ اللَّهُ الْمَلِكَ قَدْ رَأَيْتُ فِيْ هَذِهِ اللَّيْلَةِ ثُمَّ قَصَّ عَلَيْهِ رُؤْيَاهُ فِيْ الإِبِلِ، فَقَالَ: أَيُّ شَيءٍ (يَكَون) هَذَا يَا مُوْبَذَانُ؟ قَالَ: حَدَثٌ يَكُوْنُ مِنْ نَاحِيَةِ الْعَرَبِ، وَكَانَ أَعْلَمَهُمْ فِيْ أَنْفُسِهِمْ، فَكَتَبَ عِنْدَ ذَلِكَ: مِنْ كِسْرَى مَلِكِ الْمُلُوْكِ إِلَى النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، أَمَّا بَعْدُ: فَوَجِّهْ إِلَيَّ بِرَجُلٍ عَالِمٍ بِمَا أُرِيْدُ أَنْ أَسَأَلَهُ عَنْهُ فَوَجَّهَ إِلَيْهِ بِعَبْدِ الْمَسِيْحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَسَّانِ بْن فَضْلَةَ الْغَسَّانِي فَلَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِمْ، قَالَ: أَلَكَ عِلْمٌ بِمَا أُرِيْدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ؟