[موت الحسن # سنة 49 هـ]
  قَالَ: فِيْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ؟
  قَالَ: إذاً لاَ يَزِيْدُ مَوْتَهُ فِيْ عُمُرِكَ، وَلاَ يُدْخِلُ عَمَلَهُ عَلَيْكَ فِيْ قَبْرِكَ، فَقَدْ فَقَدْنَا مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ قَدْراً وَأَجَلُّ مِنْهُ أَمْراً، فَأَعْقَبَ اللَّهُ عُقَبْى صَالِحَةً، فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَهُوَ يَقُوْلُ:
  أَصْبَحَ الْيَوْمَ ابْنُ هِنْدٍ شَامِتاً ... ظَاهِرُ النَّخْوَةِ أَنْ مَاتَ الْحَسَنْ
  وَلَقَدْ كَانَ عَلَيْهِ دَهْرُهُ ... مِثْلُ رَضْوَى وَثُبَيْرٍ وَحَضَنْ
  فَارْتَعِ الْيَوْمَ ابْنَ هِنْدٍ آمِنَاً ... إِنَّمَا يُقْبَضُ بِالْعَيْرِ السّمَنْ
  فَاتَّقِ اللَّهَ وَأَظْهِرْ تَوْبَةً ... إِنَّمَا كَانَ كَشِيءٍ لَمْ يَكُنْ
  ٧٣٩ - وَبِهِ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاضِي أَبَا الْقَاسِم عَلِيَّ بْنَ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيَّ يَقُوْلُ: نَرْوِي لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ يُرْثِي أَخَاهُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ @:
  أَأُدْهِنُ رَأْسِي أَمْ تَطِيْبُ مَجَالِسِي ... وَخُدُّكَ مَعْفُوْرٌ وَأَنْتَ سَلِيْبُ
  أَمْ اسْتَمْتِعِ الدُّنْيَا بِشَيءٍ أُحِبُّهُ ... أَلاَ كُلُّ مَا أُدْلِي إِلَيْكَ جَنِيْبُ
  أَمْ أَشْرَبُ مَاءَ الْمُزْنِ أَمْ غَيْرَ مَائِهِ ... وَإِلاَّ لَدَمْعِي فِيْ الإِنَاءِ غُرُوْبُ
  فَلاَ زِلَتُ أَبْكِي مَا تَغَنَّتْ حَمَامَةٌ ... عَلَيْكَ وَمَا هَبَّتْ صِبَا وَجَنُوْبُ