[ذكر مقتل زيد بن علي @]
  أَدْرَكَتْهُ سُيُوْفُ قَوْمٍ لِئَامٍ ... مِنْ أُوْلِي الشِّرْكِ وَالرَّدَى وَالثُّبُوْرِ
  سَوْفَ أَبْكِيْكَ مَا تَغَنَّى حَمَامٌ ... فَوْقَ غُصْنٍ مِنَ الْغُصُوْنِ نَضِيْرِ
  وَقَالَ أَبُو مَخْنَفٍ فَقَالَ يُوْسُفُ وَهُوَ بِالْحِيْرَةِ: مَنْ يَأْتِي الْكُوْفَةَ فَيُقَرِّرَ مِنْ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ فَيَأْتِيَنَا بِخَبَرِهِمْ؟.
  فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ الْمَتْنُوْفُ الْهَمْدَانِيُّ: أَنَا آتِيْكَ بِخَبَرِهِمْ، فَرَكِبَ فِيْ خَمْسِيْنَ فَارِساً، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى أَتَى جَبَّانَةَ سَالِمٍ، فَاسْتَخْبَرَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى يُوْسُفَ فَأَخْبَرَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ يُوْسُفُ خَرَجَ إِلَى تِلٍّ قَرِيْبٍ مِنَ الْحِيْرَةِ وَتَرَكَ مَعَهُ قُرَيْشاً وَأَشْرَافَ النَّاسِ وَأَمِيْرُ شُرْطَتِهِ يَوْمَئِذٍ الْعَبَّاسُ بْنُ سَعْدٍ الْمُزْنِي.
  قَالَ: وَبَعَثَ الرَّيَّانَ بْنَ سَلَمَةَ الْبَلَوِيَّ فِيْ نَحْوٍ مِنْ أَلْفَي فَارِسٍ وَثَلاَثِمِائَةٍ مِنَ الْقَبَقَابِيَّةِ رَجَّالَةٍ نَاشِبَةٍ.
  قَالَ: وَأَصْبَحَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَجَمِيْعُ مَنْ وَافَاهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مِائَتَانِ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ رَجَّالَةً، فَقَالَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ #: سُبْحَانَ اللَّهِ! فَأَيْنَ النَّاسُ؟
  قَالُوا: هُمْ مَحْصُوْرُوْنَ فِيْ الْمَسْجِدِ.