[ذكر مقتل زيد بن علي @]
  قَالَ: لاَ وَاللَّهِ، مَا هَذَا لِمَنْ بَايَعَنَا بِعُذْرٍ، قَالَ: وَأَقْبَلَ نَصْرُ بْنُ خُزَيْمَةَ إِلَى زَيْدٍ، فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ صَاحِبُ شُرْطَةِ الْحَكَمِ بْنِ الصَّلْتِ فِيْ خَيْلٍ مِنْ جُهَيْنَةٍ، عِنْدَ دَارِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْحَكَمِ، فِيْ الطَّرِيْقِ الَّذِي يَخْرُجُ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي عَدِيٍّ، فَقَالَ: يَا مَنْصُوْرُ أَمِتْ، فَلَمْ يَرُدْ عَلَيْهِ عُمَرُ شَيْئاً فَشَدَّ نَصْرٌ عَلَيْهِ وَعَلَى أَصْحَابِهِ فَقَتَلَهُ، وَانْهَزَمَ مَنْ كَانَ مَعَهُ.
  وَأَقْبَلَ زَيْدٌ حَتَّى انْتَهَى إِلَى جَبَّانَةِ الصَّيَادِيْنَ، وَبِهَا خَمْسُمِائَةٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدٌ وَأَصْحَابُهُ فَهَزَمُوْهُمْ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْكُنَاسَةِ فَحَمَلَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَهَزَمُوْهُمْ، ثُمَّ شَلَّهُمْ حَتَّى ظَهَرَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ، وَيُوْسُفُ بْنُ عُمَرَ عَلَى التَّلِّ يَنْظُرُ إِلَى زَيْدٍ وَأَصْحَابِهِ وَهُمْ يُكَرِّدُوْنَ النَّاسَ، وَلَوْ شَاءَ زَيْدٌ أَنْ يَقْتُلَ يُوْسُفَ قَتَلَهُ، ثُمَّ إِنَّ زَيْداً أَخَذَ ذَاتَ الْيَمِيْنِ عَلَى مُصَلَّى خَالِدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ حَتَّى دَخَلَ الْكُوْفَةَ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ لِبَعْضٍ: أَلاَ نَنْطَلِقُ إِلَى جَبَّانَةِ كِنْدَةَ، فَمَا زَادَ الرَّجُلُ أَنْ تَكَلَّمَ بِهَذَا إِذْ طَلَعَ أَهْلُ الشَّامِ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُمْ دَخَلُوْا زُقَاقاً ضَيِّقاً فَمَضَوا فِيْهِ وَتَخَلَّفَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَصَلَّىَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْهِمْ فَضَارَبَهُمْ بِسَيْفِهِ، وَجَعَلُوْا يَضْرِبُوْنَهُمْ بِأَسْيَافِهِمْ.
  ثُمَّ نَادَى رَجُلٌ مِنْهُمْ: فَارِسٌ مُقَنَّعٌ بِالْحَدِيْدِ اكْشِفُوْا الْمِغْفَرَ عَنْ وَجْهَهِ، وَاضْرِبُوا رَأْسَهُ بِالْعَمُوْدِ فَفَعَلُوا، فَقُتِلَ الرَّجُلُ، وَحَمَلَ أَصْحَابُهُ عَلَيْهِمْ فَكَشَفُوْهُمْ