[ذكر مقتل زيد بن علي @]
  عَنْهُ وَاقْتَطَعَ أَهْلُ الشَّامِ رَجُلاً مِنْهُمْ، فَذَهَبَ ذَلِكَ الرَّجُلُ حَتَّى دَخَلَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الأَحْمَرِ، فَأَسِرُوْهُ وَذَهَبُوْا بِهِ إِلَى يُوْسُفَ بْنِ عُمَرَ فَقَتَلَهَ.
  وَأَقْبَلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ #، فَقَالَ: يَا نَصْرُ بْنَ خُزَيْمَةَ أَتَخَافُ عَلَى أَهْلِ الْكُوْفَةِ أَنْ يَكُوْنُوا فَعَلُوْهَا حُسَيْنِيَّةً؟.
  قَالَ: جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ، أَمَّا أَنَا فَوَاللَّهِ لأَضْرِبَنَّ بِسَيْفِي هَذَا [مَعَكَ] حَتَّى أَمُوْتَ.
  ثُمَّ خَرَجَ لَهُمْ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ # يَقُوْدُهُمْ نَحْوَ الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ العَبَّاسِ الْكِنْدِيُّ فِيْ أَهْلِ الشَّامِ فَالْتَقَوا عَلَى بَابِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، فَانْهَزَمَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ العَبَّاسِ وَأَصْحَابُهُ حَتَّى انْتَهَوا إِلَى بَابِ الْفِيْلِ، وَجَعَلَ أَصْحَابُ زَيْدٍ يُدْخِلُوْنَ رَايَاتِهِمْ مِنْ فَوْقِ الأَبْوَابِ، وَيَقُوْلُوْنَ: يَا أَهْلَ الْمَسْجِدِ، اخْرُجُوْا، وَجَعَلَ نَصْرُ بْنُ خُزَيْمَةَ يُنَادِيْهِمْ: يَا أَهْلَ الْكُوْفَةِ اخْرُجُوْا مِنَ الذُّلِّ إِلَى الْعِزِّ، وَإِلَى الدِّيْنِ وَالدُّنْيَا.
  قَالَ: وجَعَلَ أَهْلُ الشَّامِ يَرْمُوْنَهُمْ مِنْ فَوْقِ الْمَسْجِدِ بِالْحِجَارَةِ، وَكَانَتْ مُنَاوَشَةً يَوْمَئِذٍ بِالْكُوْفَةِ وَنَوَاحِيْهَا، وَقَتْلٌ فِيْ جَبَّانَةِ سَالِمٍ.
  وَبَعَثَ يُوْسُفُ بْنَ رَيَّانَ بْنَ سَلَمَةَ فِيْ خَيْلٍ إِلَى دَارِ الرِّزْقِ فَقَاتَلُوا زَيْداً قِتَالاً شَدِيْداً وَجُرِحَ مِنْ أَهْل الشَّامِ جَرْحَى كَثِيْرٌ، وَشَلَّهُمْ أَصْحَابُ زَيْدٍ مِنْ دَارِ الرِّزْقِ حَتَّى انْتَهُوا إِلَى الْمَسْجِدِ الأَعْظَمِ، فَرَجَعَ أَهْلُ الشَّامِ مَسَاءَ يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ وَهُمْ فِيْ أَسْوَإِ شَيءٍ ظَنًّا.