الأمالي الإثنينية،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

[ذكر مقتل زيد بن علي @]

صفحة 617 - الجزء 1

  إِذْ حَصَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ كَلْبٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ رَائِعٍ، فَلَمْ يَأْلُ شَتْماً لِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ وَعَلَيْهَا فَجَعَلَ زَيْدٌ # يَبْكِي حَتَّى لَثِقَتْ لِحْيَتُهُ، وَجَعَلَ يَقُوْلُ: أَمَا أَحَدٌ يَغْضَبُ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷، أَمَا أَحَدٌ يَغْضَبُ لِرَسُوْلِ اللَّهِ ÷، أَمَا أَحَدٌ يَغْضَبُ لِلَّهِ ø.

  قَالَ: ثُمَّ تَحَوَّلَ الشَّامِيُّ عَنْ فَرَسِهِ فَرَكِبَ بَغْلَةً، قَالَ: وَكَانَ النَّاسُ فِرْقَتَيْنِ: نَظَارَةٌ، وَمُقَاتِلَةٌ، قَالَ سَعِيْدٌ: فَخَرَجْتُ إِلَى مَوْلًى لِي فَأَخَذْتُ مِنْهُ مَشْمَلاً كَانَ مَعِيَ، ثُمَّ اسَتْتَرْتُ مِنْ خَلْفِ نَظَارَةٍ، حَتَّى إِذَا صِرْتُ مِنْ وَرَاءِهِ ضَرَبْتُ عُنَقَهُ وَأَنَا مُسْتَمْكِنٌ مِنْهُ لِلْمَشْمَلِ فَوَقَعَ رَأْسُهُ بَيْنَ يَدَي بَغْلَتِهِ، ثُمَّ رَمَيْتُ جِيْفَتَهُ عَنِ السَّرْجِ، وَشَدَّ أَصْحَابُهُ عَلَيْهِ حَتَّى كَادُوا يُرْهِقُوْنِي، فَكَرَّ أَصْحَابُ زَيْدٍ وَحَمَلُوا عَلَيْهِمْ فَاسْتَنْقَذُوْنِي، فَرَكِبْتُ، فَأَتَيْتُ زَيْداً # فَجَعَلَ يُقَبِّلُ بَيْنَ عَيْنَيَّ، وَيَقُوْلُ: أَدْرَكْتَ وَاللَّهِ ثَأْرَنَا، أَدْرَكْتَ وَاللَّهِ شَرَفَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَذُخْرَهُمَا، اذْهَبْ بِالْبَغْلَةِ فَقَدْ نَفَلْتُكَهَا.

  قَالَ: وَجَعَلَ خَيْلُ أَهْلِ الشَّامِ لاَ تَثْبُتُ لِخَيْلِ زَيْدٍ #، فَبَعَثَ الْعَبَّاسَ بْنَ سَعْدٍ إِلَى يُوْسُفَ يُعْلِمُهُ مَا يَلْقَى مِنَ الزَّيْدِيَّةِ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ بِالنَاشِبَةِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ سَلْمَانَ بْنَ كَيْسَانَ فِيْ القَيْفَانِيَّةِ وَهُمْ نَجَارِيَّةٌ، وَكَانُوا رُمَاةً فَجَعَلُوا يَرْمُوْنَ أَصْحَابَ زَيْدٍ.

  وَقَاتَلَ مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيُّ يَوْمَئِذٍ قِتَالاً شَدِيْداً، فَقُتِلَ بَيْنَ يَدَيْ زَيْدٍ.