[كرامة استقبال الخشبة نحو القبلة]
  قَالَ: «صَدَقْتَ يَا زَيْدُ، أَجَائِعٌ أَنْتَ فَأُطْعِمُكَ أَوْ ظَمْآنٌ فَأُسْقِيَكَ؟».
  قَالَ: كِلاَهُمَا يَا رَسُوْلَ اللَّهِ.
  قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ ÷ قَدْ مَدَّ يَدَهُ إِلَيْهِ وَفِيْ يَدِهِ شِبْهُ الأُتْرُجَّةِ يَلْقِمُهُ، ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ ÷ وَفِيْ يَدِهِ كَأْسٌ قَدْ أَبَانَ لَهَا كَفُّ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ حَتَّى سَقَاهُ.
  ثُمَّ قَالَ لَهُ رَجُلٌ آخَرُ عَنْ يَمِيْنِ رَسُوْل اللَّهِ ÷: «فِيْمَ قُتِلْتَ وَصُلِبْتَ؟»
  قَالَ: لِتَكُوْنَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا.
  قَالَ: «صَدَقْتَ يَا زَيْدُ أَبْشِرْ، فَإِنَّكَ لَوْ تَعْلَمُ مَا أُخْفِيَ لَكَ، مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ».
  قَالَ: فَقُمْتُ إِلَى دَابَّتِي فَأَسْرَجْتُهَا ثُمَّ رَكِبْتُهَا ثُمَّ أَتَيْتُ أَهْلِي، وَبِعْتُ دَابَّتِي وَسِلاَحِي وَتَرَكْتُ دِيْوَانَ بَنِي أُمَيَّةَ.
  ٨٧٣ - وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ العَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ بَهْرَامٍ الْخَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْبُتِّي، عَنْ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ [عَنْ أَبِيهِ] قَالَ: كَانَ لِي صَدِيْقٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ نَأَتِيْه، وَنَتَحَدَّثُ عِنْدَهُ، فَفَقَدْتُهُ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ لَقِيْتُهُ بَيْنَ الْحِيْرَةِ وَالْكُوْفَةِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: جَفَوْتَنَا وَلَيْسَ نَرَاكَ.