تحفة الولهان أدعية مختارة،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

دعاء ليلة النصف من شعبان

صفحة 122 - الجزء 1

  شِعْرى يا سَيِّدي واِلهي ومَولايَ اتُسَلِّطُ النّارَ عَلى وُجُوه خَرَّتْ لِعَظَمَتك ساجِدَةً، وعلى الْسُن نَطَقَت بِتَوحيدِك صادقَةً، وبِشُكرِكَ مادِحَةً، وعلى قُلوب اعتَرَفَت بِاِلهِيَّتِكَ مُحقِّقة، وعلى ضمائر حَوَتْ من العِلم بك حَتّى صارَتْ خاشِعَةً، وعلى جَوارِحَ سَعَتْ إلى أوطان تَعَبُّدِكَ طائعة وأشارت باستغفارك مُذعِنَةً، ما هكذا الظَّنُّ بك ولا أُخبِرنا بِفَضلِكَ عَنكَ يا كَريمُ يا ربِّ وانت تعلم ضَعفي عن قَليِل مِن بَلاءِ الدُّنيا وعُقُوباتِها وما يَجري فيها مِنَ المَكارِهِ عَلى أهلِها، على أنَّ ذلك بلاءٌ ومَكرُوهٌ قليلٌ مَكْثُهُ، يَسيرٌ بَقاؤُهُ، قصيرٌ مُدَّته فَكيفَ احتِمالي لِبَلاءِ الأخِرَةِ وجَليلِ (حُلُولِ) وقُوع المكارهِ فيها وَهُوَ بَلاءٌ تَطولُ مُدَّتُهُ ويَدُومُ مَقامُهُ ولا يُخَفَّفُ عنْ أهلِهِ لأنَّهُ لا يَكُونُ إلا عَن غَضَبِكَ وانتِقامِكَ وسَخَطِكَ، وهذا ما لا تَقُومُ لَهُ السَّمواتُ والأرضُ يا سَيِّدِي فَكَيفَ لِي (بي) وأَنَا عَبدُكَ الضَّعيفُ الذَّليلُ الحقيرُ المسكينُ المُستَكينُ، يا الهي ورَبّي وسَيِّدِي ومَولاي لايِّ الأمُورِ اليك اشكو ولِما مِنْها اَضِجُّ وأبكي لِأَليمِ العَذابِ وَشِدَّتِهِ، أم لِطُولِ البَلاءِ ومُدَّتِهِ، فَلَئِنْ صَيَّرْتَني لِلعُقُوباتِ مَعَ أعدائِكَ وَجَمَعْتَ بَيني وبَينَ أَهْلِ بَلائِكَ وفَرَّقتَ بَيني وبَينَ أحبّائِكَ وأَوليائِكَ، فَهَبني يا الهي وَسَيِّدِي ومَولاي ورَبّي صَبَرتُ على عَذابِكَ فَكَيفَ أصْبِرُ على فِراقِكَ، وهَبْني (يا اِلهي) صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ فَكَيْفَ أصْبِرُ