تحفة الولهان أدعية مختارة،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

حرز الإيمان وفضله وخاصة ليلة أو يوم الجمعة

صفحة 65 - الجزء 1

  بن علي @ فقال: يا أمير المؤمنين بالباب رجل يستأذن عليك ينفح منه ريح المسك، قال له: ائذن له. فدخل رجل جسيم وسيم، له منظر رائع، وطرف فاضل "١" فصيح اللسان عليه لباس الملوك، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، إني رجل من أقصى بلاد اليمن، ومن أشراف العرب، ممن انتسب إليك، وقد خلفت ورائي ملكا عظيما، ونعمة سابغة، وإني لفي غضارة من العيش، وخفض من الحال، وضياع ناشئة، وقد عجمت الأمور، ودربتني الدهور "٢"، ولي عدو مشح وقد أرهقني، وغلبني بكثرة نفيره، وقوة نصيره، وتكاثف جمعه، وقد أعيتني فيه الحيل. وإني كنت راقدا ذات ليلة حتى أتاني الآتي، فهتف بي أن قم يا رجل إلى خير خلق الله بعد نبيه أمير المؤمنين ª، وعلى آلهما، فاسأله أن يعلمك الدعاء الذي علمه حبيب الله وخيرته وصفوته من خلقه، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ~ وعلى آله، ففيه اسم الله الأعظم ø فادع به على عدوك المناصب لك. فانتبهت يا أمير المؤمنين ولم أعرج على شيء حتى شخصت في أربعمائة عبد نحوك، إني اشهد الله واشهد رسوله وأشهدك أنهم أحرار، وقد أعتقهم


(١) منظر رائع، أي يعجب الناس بحسنه وجهارة رونقه، وطرف فاضل: الطرف محركة من البدن: اليدان والرجلان والرأس، والطرف بفتح فسكون: العين، والكريم من الفتيان والرجال.

(٢) عجمت الأمر: أي خبرت حاله وامتحنته وعرفت تصاريفه، والمدرب المنجد المجرب، المصاب. بالبالايا، الذي صرفه الدهور وخبرته الحال، وعرفته عواقب الأمور.