الأمالي للقاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

النص المحقق

صفحة 254 - الجزء 1

  وبعَثَ ÷ على طلب الرِّزْقِ بالإكثارِ مِنَ الصَّدقةِ، وبَيَّنَ في أنَّ المؤمنين أنَّ الواجبَ لِمَا خُصُّوا به من الإيمانِ أَلَّا يَتعرَّضُوا للصَّدقةِ والمسألة؛ فإنَّ اللهَ يرزقهم من حيث لا يحتسبون.

  ١٣ - وبه قال: حدثنا عبدُ الرَّحمنِ بنُ حَمدانَ الجَلابُ، قال: حدثنا أبوحاتم الرَّازِيُّ، قال: حدثنا عبد الجبَّارِ بن كثير الحَنْظَلِيُّ الرَّقْيُّ، قال: حدثنا محمد بن بشر، عن أَبانَ بنِ عبدِ اللهِ البَجَلِيِّ، عَن أَبانَ بنِ تَعْلِبَ، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسولُ الله ÷: «إِنَّ دِينَ اللَّهِ ø لَن يَنصُرَهُ إِلَّا مَن أحَاطَه مِن جَميعِ جَوانِبِهِ».

  قالَ |: وإنما أرادَ ÷ بالإحاطة: العِلم بوجوهِ الدِّينِ؛ فلا يكون المرء ناصرًا لدينِ اللَّهِ إذا تعذر عليه أن يُبَيِّنَ لِلمُلحِدةِ والمُشْبهةِ التَّوحِيدَ، وكذلك فلن يَنصُرَه في تَنزيهه عمَّا لا يَلِيقُ به مِن شُبَهِ الجَوَرةِ والظَّلَمةِ مَن يَتعذَّرُ عليه بيانُ حِكمته في أفعاله، ولن ينصُرَ الرَّجُلُ دِينَ اللَّهِ تعالى ويتعذر عليه تصحيحُ نُبُوَّةِ الرَّسولِ ÷، وكذلك فلا يكونُ ناصرًا لدينِ اللَّهِ إِلَّا ويتمكَّنُ مِن معرفةِ شرائعِه وتعريف الغير ذلك، فهذا مُراده ÷.