الأمالي للقاضي عبد الجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

النص المحقق

صفحة 248 - الجزء 1

  وأبو عبس خالد بن غسّان السُّلمي، وأبو عثمان محمد بن عثمان بن أبي سُويد، قالوا: حدثنا القعنبي، قال: حدثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن ابن مسعود؛ أن النبي ÷ قال: «إنّ منّا أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت».

  قالَ ¥: وهذه الكلمات جامعة لآداب الدين والدنيا؛ فللحياء أسباب؛ منها ما يتصل بالدين، ومنها ما يتصل بالأخلاق؛ كالمروءة، ورفعة النفس، والأنفة.

  وإنما يقدم المرء على القبيح من الفعال، وعلى ما لا يستحينه العقل، إذا غلبته الشهوة والهوى، فيزول لذلك عنه الحياء، فعند ذلك يستجيز الإقدام على ما يستدم به ويستهجن معه، ومتى كان الحياء هو الغالب عليه كان رادعًا له عما لا يستحسن من الفعال.

  ٦ - وبه قال: بمشهدي قرئ على القاسم بن بندار بن إسحاق المعروف بابن أبي صالح - وأنا حاضر أسمع - قيل له: حدثكم إبراهيم بن الحسين، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا يونس ابن بكير، قال: حدثنا يزيد بن سنان، عن عروة بن رويم، قال: سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول: قدم رسول الله ÷ من غزاة، فدخل المسجد فصلى فيه ركعتين - وكان يعجبه إذا قدم أن يدخل المسجد فيصلي فيه - ثم خرج فأتى فاطمة & - فبدأ بها - وبيوت أزواجه، فاستقبلتهُ