رسالة إلى الخيرين من الأطباء والممرضين،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نص الرسالة

صفحة 11 - الجزء 1

  واعلم أن المتعاونين على الباطل وأكل أموال الناس بالباطل والمتصادقين والمتحابين على غير تقوى يلعن بعضهم بعضاً يوم القيامة، ويتبرأ بعضهم من بعض يوم الطامة، فالسعادة في الدنيا والآخرة لمن جانب الغي، وأي خير في مهنة تقودك إلى نار وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد، إن أتبعت نفسك هواها.

  واعلم أيها الطبيب أنه لا عذر لك بمغالطة نفسك وبقولك: لو عاملنا نفوسنا بهذه الطريقة لما عشنا في المجتمع، ولعشنا بعد المعاناة في الدراسة حتى تخرجنا فقراء، وبنظرتك إلى بعض الأطباء الذين يجرون عمليات، ويحصلون على مكاسب كبيرة، وتريد أن تحصل على ما حصلوا عليه.

  ومن أعظم ما يورد الإنسان حياض الهلكة بعض الزملاء وبعض الأخلاء، وقد نبه على ذلك رسول الله ÷ قال: «دين المرء دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» وإذا كنت شاكاً في كلامي فأمعن بالله عليك بنظرك في قول عالم الخفيات: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨}⁣[الزلزلة]، وفي قوله ø: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ٩}⁣[الطارق]، ولا تعرض عن نصيحة العقلاء، يقول أمير المؤمنين علي #: (من حذرك كمن بشرك)، ويقول لقمان الحكيم # لولده: «واعلم يا بني أن الموعظة عند العاقل أحلى من العسل الشهد، وهي على السفيه