نص الرسالة
  أشد من صعود الدرج على الشيخ الكبير»، يا لها من حكمة عمت بركتها، وشملت جميع الغافلين مصيبتها!
  واعلم أيها الطبيب أن لقمة العيش الحلال متعوب عليها، مَرّ المصطفى ÷ برجل يبيع الحب فأمره جبريل أن يدخل يده بين الحب فإذا هو مبلول بالماء، فقال ÷: «ما هذا؟» فقال الرجل: أصابته السماء يا رسول الله - أي: المطر - فقال ÷: «من غشنا فليس منا».
  فكفى - والله - بهذا الحديث زاجراً عن الغش والخيانة، ولا تغتر بمن جمعوا المال من حله ومن غير حله، وبنوا العمائر، وفتحوا المستوصفات وربما المستشفيات، ويركبون السيارات الجدد، ولكن فكر وأحضر قلبك وسمعك فيمن كانوا يعالجونهم من كبار الشخصيات عندما دارت عليهم الدوائر، وسلط الله عليهم أظلم منهم، وسلبتهم الدنيا محاسنها، وكستها غيرهم، ثم عُدْ بالفكرة إلى نفسك وقل: كيف المخرج أمام قول الله تعالى: {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا}[النحل: ١١١]، فالعين تشهد بنظرة، واللسان بكلمة، واليد ببطشة، والقدم بخطوة، ثم انتقل من بين الأصوات إلى الصور الحية وقد أطلع الله بعض خلقه على فضائحك ومكرك، وأكلك للأموال بغير حق، وأنت حينئذ تنظر في صحيفتك، وتشاهد ما خبى لك الزمان ليوم القيامة {وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً