رسالة إلى الخيرين من الأطباء والممرضين،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نص الرسالة

صفحة 13 - الجزء 1

  وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ٤٩}⁣[الكهف]، أخلاؤك الذين سهلوا عليك موارد الحرام يتبرأون منك، قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ٦٧}⁣[الزخرف].

  فاحذر أخلاء السوء، واحذر نظراتك للنساء من الممرضات والمرضى، فالنظرة سهم من سهام إبليس - لعنه الله -، فعدم المبالاة من الرجال والنساء نفاق والعياذ بالله، وقد قال تعالى: {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}⁣[الحديد: ١٣] إلى قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٥}⁣[الحديد]، وفكر في معصية إبليس - لعنه الله - وقد عبد الله ستة آلاف سنة، فقد أوجب الله عليه بها اللعنة وأخرجه من الجنة، وكذا آدم # عندما ذاق الشجرة هو وزوجته أخرجهما ربهما من الراحة والسرور إلى الشقاء والعناء.

  وليعلم الطبيب والعالم وغيرهما أن أصحاب الجنة في صراع مع أنفسهم مدى الحياة، وأنه لا نجاة غداً إلا لمن أصبح لله ذاكراً وبات لأنعم ربه شاكراً، وقد أخبر ربنا - جلت عظمته - أن الكثير من الجنة والناس هم حطب جهنم، وأنهم لها واردون.

  نعم، وظيفة الطبيب ومهنته هي باب من أبواب المكاسب كبير إذا كان عمله لله خالصاً، ونيته صادقة، فهو يطمئن القلوب