نص الرسالة
  بالغلظة والشدة، فصياح أهل جهنم أبدي قال تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا}[فاطر: ٣٧]، وقال تعالى: {وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا}[فاطر: ٣٦]، لا رحمة من الله لأحد من أهل النار، ولا في قلب أحد من الملائكة والإنس والجن، كل جهنمي رب العالمين عليه غاضب، وكل ملك وكل آدمي من أهل الجنة والنار، وكذلك الجن؛ يتبرأ بعضهم من بعض، ويلعن بعضهم بعضاً، شرابهم يسلخ فراو وجوههم، ويمزق أمعاءهم، {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ١٩ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ٢٠}[الحج].
  إذا استرحموا الملائكة ازدادوا عليهم حنقاً وغلظة، يسحبون على وجوههم في أودية جهنم وقيعانها، ويرمى بهم في الأماكن الضيقة قال تعالى: {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ١٣}[الفرقان]، وقال تعالى: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ٤٨}[القمر].
  تخرق ملائكة التعذيب أجسامهم، ويُدخِلون فيها سلاسلَ من النار كما قال ربنا جلت عظمته: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ٣٠ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ٣١ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ٣٢}[الحاقة]، تقيدهم ملائكة الله وتلقي بهم إلى جهنم إلقاء {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ١٣}[الطور].
  وكأني ببعض من قد نبت لحمه من السحت، وأشبع غريزته من الحرام يقول: في هذا مبالغة، ولا يستحق ذلك إلا الكفار.