رسالة إلى الخيرين من الأطباء والممرضين،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نص الرسالة

صفحة 20 - الجزء 1

  فأقول: لم يكن إبليس - لعنه الله - كافراً حين أمره الله بالسجود، فلما رفض أمر الله لعنه وطرده من رحمته، وكذلك بلعام بن باعوراء كان مستجاب الدعاء، فانسلخ من آياته، وشبهه الله بالكلب الذي يلهث، حين رد أوامر الله، وأمر الله النبي ÷ أن يقص قصته لأمته، قال تعالى: {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ١٧٦}⁣[الأعراف]، وهدد الله أصحاب رسول الله ÷ في كثير من آيات الله قال تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}⁣[هود: ١١٣]، بل هدد الله خير خلقه محمداً المصطفى ÷ قال تعالى: {لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ٧٤ إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ}⁣[الإسراء: ٧٥].

  وليس بين الله وبين أحد هوادة في ارتكاب حُرَمِه وما نهى عنه في كتابه، أخرج آدم # من السعادة إلى الشقاء بسبب أكله للشجرة، وسجن نبيه يونس # في حوت في عمق البحر، وهدد الله نساء النبي، ولم يقبل وساطة أطول الأنبياء عمراً نوح # في ولده، وقال فيمن يأكلون أموال اليتامى ظلماً: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ١٠}⁣[النساء]، وقال فيمن يأكلون الربا: {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}⁣[البقرة: ٢٧٩].

  فالعاقل هو الذي يتدبر آيات الله، وينظر في العواقب، وقد صور الله الفريقين في مواطن كثيرة في القرآن، قال في أهل التقوى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ