نص الرسالة
  وقدم لنفسه، ما دام الخناق مهمل، والعمل يقبل، وشكر الله في ليله ونهاره، واستحضر مراقبة الله عليه، وشغل لسانه بذكر الله، وجعل كنزه العمل الصالح وذخيرته الاستغفار، وأماط من قلبه نوايا الشر، ووقف سمعه على كتاب الله وهدي رسول الله، وتأمل في قول أزكى البشرية ÷: «الناس كلهم هلكى إلا العالمون، والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون، والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم».
  نعم، اتهام الإنسان لنفسه مع الاستقامة على دين الله من صميم التقوى، قال تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ٣٢}[النجم].
  ألا تسمع أيها الناظر بعين بصيرته في هذه النصيحة لمن أثنى عليهم ربنا، ومنحهم التقوى بسبب عقيدتهم ونواياهم المرضيَّة، قال تعالى: {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ ٤٦}[ص]، أي: ذكرى الدار الآخرة، فالجنة والنار لا تفارقان خيالهم قال أمير المؤمنين: (شُغِل مَنِ الجنة والنار أمامه)، وأي فائدة في دراسة أو وظيفة تؤدي بصاحبها إلى الخلود في النار؟
  كلمات لأمير المؤمنين يقول لولده الحسن @: (سِرْ في ديارهم، وانظر في آثارهم، ثم فكر عما انتقلوا، وأين حلوا ونزلوا)، وقال: (تجتمع على العصاة عند الموت سكرات الموت، وحسرات الفوت)، وقال في جمع المال من حله ومن غير حله: