رسالة إلى الخيرين من الأطباء والممرضين،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نص الرسالة

صفحة 23 - الجزء 1

  (ويتمنى أن الذي كان يحسده عليها حازها دونه) بهذا أو بمعناه.

  نعم، في زيارة المرضى وتشييع جنائز الموتى آثار نبوية، يثيب الله الزائر والمشيع، وكل ذلك من أجل الموعظة والاعتبار، وأنت أيها الطبيب بدلاً من زيارة المريض هو الذي يأتيك إلى محل عملك، ويبث إليك همه ويطلعك على ألمه، فيحق لك - والله - أن تعتبر قبل أن تستثمر، فتحمد الله على العافية، وتبادر إلى ربك بالدعاء والاستغفار، وتذكر حينئذ ألم وعويل وصراخ أهل النار، فالعبرة مرآة صافية، والتفكر نور في القلوب، يقول أمير المؤمنين: (التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور).

  وقد أطلعك الله على بعض الأسرار التي تُفقِد بعض المرضى السعادة في هذه الدنيا، وتجرعه مرارة الحياة في هذه الدار وشيكة الزوال سريعة الانتقال، فعليك أن تمعن بنظر قلبك إلى آلام أهل النار، التي لا يُفتَّر عنهم من عذابها، فذلك أدعى إلى الموعظة والاعتبار.

  نعم، أيها الطبيب أنت قد جربت الحياة، وأنت في بعض الأوقات تحتاج إلى غيرك، كما أن المرضى يحتاجون إليك، وقد أخذت نظرة وعبرة ممن تحتاج إليهم في بعض الحاجات، ومن تكون عنده حاجتك هو واحد من اثنين إما قاسي القلب خائن، ولا هم له إلا مصلحته، أو طيب القلب حسين الخلق يضحك في وجهك ويلقي لك باله، يكبرك بحسن كلامه في نفسك ولو كنت