رسالة إلى الخيرين من الأطباء والممرضين،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نص الرسالة

صفحة 30 - الجزء 1

  ذوقها كل خاطر، تصنع لهم وجبات الطعام بأمر خالقهم؛ لأنهم ضيوف الرحمن ووفده وخاصته، وأحباؤه من خلقه، خلقت لهم خيل بالذهب والفضة وأنواع الجواهر مسرجة، لها أجنحة تطير بهم في جنات الخلد إلى حيث شاءوا، وضعت لهم مراكز الاستقبال للزائرين، من أولياء الله المخلصين، وملائكته المطهرين، يتناولون مع ضيوفهم وجبات الطعام الشهية، والأشربة والخمور اللذيذة، والفواكه الهنية، على رؤوسهم تيجان الملك، والغلمان بحضرتهم كالدر المنثور، لباسهم السندس والاستبرق، وفراشهم الحرير، الأرياح الطيبة تنفح من خارج وداخل مساكنهم، وجوههم رضية، وأبشارهم من جميع الأدران نقية، ينفح المسك من نسمات أجسامهم، في غاية شبابهم خلقوا، وفي صباحة الوجوه وأكمل السرور وضعوا، تزدحم على قلوبهم بشائر الفرح والسرور الغير المتناهية، تارة بذكر ما في قصورهم والخيام من الحور الحسان، فتلك لجمال وجهها وحلاوة خدها تسحر بعينيها إذا نظرت، وأخرى تميزت بحلاوة منطقها وعذوبة صوتها، تبهر العقول إذا تكلمت، ويزداد وجهها جمالاً إذا صمتت، في صور وأبشار مختلفة، وطباع من الكمال متباينة، في أحسن عمر، وأكمل قامة، يلبسن من الكساء والحلي ما يبهر الألباب، ينظرن إلى أزواجهن في غاية من الشوق والوجدان، ثم ينتقل الخيال إلى التعظيم والتبجيل من أنبياء الله وملائكته لأولياء